معالم: "سوق الرّبع" بحومة السوق

لا أحد من أهالي جزيرة جربة وكل الذين زارها لا يعرف سوق ولم يتجول في اروقته وبين المتاجر التي توجد بها ولا أظن احدا يعلم عنها سوى انها اقدم سوق يحتوي على دكاكين للتجارة بحومة السوق إلا ان قبل ذلك كان التجار يبيعون سلعتهم في ساحات السوق او في "الحلڤة" كما كانت تسمى قديما .

وبالنسبة لتاريخ بناء هذه السوق ومن أسسها فالمعلومات حقيقة غير دقيقة حسب ما بحث فهناك من يقول ان انجاز وبناء هذه السوق يرجح ان يعود للعهد الاغلبي او قبل ذلك او بعده، وهناك من يربط تاريخ بنائها بظهور سوق الربع بتونس العاصمة والتي تعود إلى العهد الحفصي، كما يذهب البعض الي ان العثمانيين وخلال تواجدهم في جزيرة جربة بين القرن السادس والسابع عشر ميلادي، هم من خططوا وأسسوا للمراكز التجارية بشكل حضري ومدني ومنها سوق الرّبع.
كما يذكر ان هذه التسمية بسوق الرّبع جادت لطريقة جلوس التجار في تلك الفترة متربّعين وهم يعرضون بضاعتهم من منتوجات محلية ؛ الصوف والملابس والصناعات اليدوية والحرفية
و الاكيد انها سوق قديما جدا وتعتبر احد المعالم التاريخية التي تشهد على تاريخ جزيرة جربة، كما تؤكد ان لأهل جربة تاريخ يشهد به الاخر قبل حتى ابناء الوطن عن براعتهم ومهارتهم في التجارة والحرف اليدوية التي راج صيتها منذ زمن بعيد؛ مثل تجارة الصوف والنتوجات المشتقة منه، على غرار الملابس الرجالية بلوزة وكدرون وسروال ،  والنسائية من حوالى حرير وبسكري ومور ورداوات وفوطة ولحفة وغيرها ... والمفروشات التي تحاك في حوانت الحوكة هنا وهناك في كل حومة وكل منزل مع وجود حرفيين مهرة في صناعة الجلد مثل شلايك جربة ومحافظ النقود والمحافظ النسائية التي عادة ما يشتريها اولاد البلاد والسوّاح، وكذلك مهنة الصاغة؛ ذهب وفضة حيث تفتن في صناعتها منذ زمن بعيد يهود جربة ثم تعلمّها عليهم المسلمون... كما هو معلوم ايضا ان للخياطة تاريخ قديم جدا مع أبناء الجزيرة، حيث تجد أمهر الخياطين في سوق الربع، أين تجدهم ينافسون في خياطة البلوزة القمراية التي تميز الرجل الجربي عن سواه وخياطة البلوزة المفروڤة التي عادة ما يلبسها يهود جربة اكثر من غيرهم، وخياطة الفرملة والكدرون والكباية والسروال العربي (بولية) والسروال الڤولف ... ثم فيما بعد جاءت خياطة الملابس التي تباع للسياح مع ازدهار السياحة في بداية الستينات فأصبحوا يخيطون الجبايب النسائية بألوان زاهية واحينا تحمل زينة وطريزة لبعض الآشياء فيها دلالة على انها جربية الصنع والى اليوم لا يزال رواق الخياطين بسوق الرّبع جربة بحوانتيه على حاله تقريبا.

نقلا بتصرف عن صفحة "خواطر جربية"

Login or sign up to comment